من الطبيعي أن يعيش الشارع الرياضي المحلي، هاجس الخوف والخشية من لقاء المنتخب الوطني لكرة القدم أمام نظيره المصري، يوم السبت المقبل، في مباراة ربع نهائي كأس العرب.
القلق الذي يعيشه الشارع الرياضي من مباراة السبت منطقي، لأن منتخب النشامى لم يقدم الأداء المقنع في دور المجموعات، كما أن الفوارق الفنية واضحة بين منتخبات غرب وآسيا وشمال افريقيا، وهو الأمر الذي يمنح المنتخب المصري أفضلية في تحقيق الفوز.
بحكم خبرتي كلاعب في المنتخبات الوطنية والوحدات، وبحكم المشاركات الكثيرة على الصعيد الخارجي، فإن النشمي قادر على الظهور بأوقات صعبة وغير متوقعة، مستندا إلى نظام “الفزعة” التي تنقذ المنتخب بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت، ما يدفعنا للدعاء إلى الله عز وجل أن تكون فزعة المنتخب أمام نظيره المصري.
نظام “الفزعة” لا مكان له في عالم الاحتراف، ولا يخدم مصلحة المنتخبات والأندية، ولكن في حالة وظروف منتخبنا استنادا لما شاهدناه في دور المجموعات، نأمل بأن تحضر الفزعة أمام المصريين، لحين إعادة تصويب المسار في الأيام المقبلة.
مباراتنا أمام مصر صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، إذا ما كان النشمي في الموعد، فمثل هذه المواجهات تحتاج بشكل أساسي إلى جاهزية بدنية، ولاعبين شباب، لمجاراة سرعة وقوة اللاعب المصري الشاب المفعم بالحيوية والنشاط، كما أنها تحتاج لفوضى تكتيكية تصدم الخصم وتخربط أوراقه.
ليس من الصعب تحقيق الفوز على المنتخب المصري، إذا ما تم التعامل مع هذه المباراة بتكتيك فني مدروس يتناسب مع قدرات الخصم، ويهدف في الدرجة الأولى إلى منع تسجيل هدف في مرمى يزيد أبو ليلى، ومن ثم البحث عن هدف مرتد، أو الانتظار لحين الوصول إلى ركلات الترجيح (ركلات الحظ)، وعندها سيكون المنتخب الوطني متساويا بالحظوظ مع نظيره المصري.
مباراة النشامى أمام الفراعنة، لا تحتاج إلى فتح اللعب، لأن الأشقاء يتفوقون علينا فنيا ومهاريا وبدنيا، وبالتالي فإن الحل يكمن في تضييق المساحات في ملعبنا، ومحاولة الضغط على اللاعب المصري قبل استلام الكرة، لمنع بناء هجمات قد تربك دفاعات المنتخب التي تأكد أنها مقتل منتخب النشامى ونقطة ضعفه.
المطلوب إجبار المنتخب المصري على فوضى تكتيكية، والعمل على قتل المباراة فنيا، فليس من مصلحتنا أن تظهر المباراة بشكل جميل، فبعثرة الأوراق وخلق الفوضى التكتيكية خلال الدقائق التسعين هدفنا إذا ما أردنا البحث عن التأهل.
وعلى الجانب الهجومي، فالحل الفردي بات موجودا داخل صفوف المنتخب، ممثلا باللاعب محمد أبو زريق “شرارة” الذي يعد النجم الأبرز في الفريق، والقادر على إحداث الحلول الفردية، إلى جانب ياسين البخيت، وهو أمر قد يجبر وسط منتخب مصر للتراجع لإيقاف شرارة والبخيت، ما يسهم في إراحة دفاعاتنا.
نقف مع النشامى ونساندهم، ونشد على أيديهم، وندعو الله أن يعيش الشارع الرياضي المحلي السبت المقبل، فرحة التأهل لنصف النهائي، فالمستحيل ليس في قاموس كرة القدم والشواهد كثيرة.